کد مطلب:370222 چهارشنبه 18 مرداد 1396 آمار بازدید:632

ما روى فی محمد بن أبى زینب(1) اسمه مقلاص بن الخطاب البراد الاخدع الاسدى و یکنى أبا اسماعیل و یکنى أیضا أبا الخطاب و ابا الظبیات
 ما روى فی محمد بن أبى زینب (1) اسمه مقلاص بن الخطاب البراد الاخدع الاسدى و یكنى أبا اسماعیل و یكنى أیضا أبا الخطاب و ابا الظبیات‏

409- حمدویه و ابراهیم ابنا نصیر، قالا: حدثنا الحسین بن موسى، عن ابراهیم بن عبد الحمید، عن عیسى بن أبی منصور، قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام‏


______________________________

فی محمد بن أبى زینب‏


قد اختلف فی اسم أبی الخطاب باهمال الطاء المشددة بعد الخاء المعجمة، و فی اسم أبیه أیضا.


فالصدوق أبو جعفر بن بابویه رضوان اللّه تعالى علیه قال: اسم أبی الخطاب زید.


و المشهور أن اسمه محمد، و أبوه أبو زینب اسمه فی المشهور «مقلاص» بكسر المیم و اسكان القاف و اهمال الصاد أخیرا.


و الشیخ أبو جعفر الطوسی‏[1091] رحمه اللّه اختار السین المهملة مكان الصاد.


و فی المغرب: الخطابیة طائفة من الرافضیة نسبوا الى أبی الخطاب محمد ابن أبی وهب الاخدع بالواو و الهاء.


و على كل حال فهو الغالی الملعون و لقد كانت له حالة استقامة أولا، و الاصحاب ربما یروون ما قد رواه فی حالة الاستقامة.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 576


و ذكر أبا الخطاب فقال: اللهم العن أبا الخطاب فانه خوفنی قائما و قاعدا و على فراشی، اللهم أذقه حر الحدید.


510- و بهذا الاسناد عن ابراهیم، عن أبی اسامة، قال: قال، رجل لأبی عبد اللّه علیه السّلام: اؤخر المغرب حتى تستبین النجوم؟ قال، فقال: خطابیة، (3) ان جبریل أنزلها على رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله حین سقط القرص‏


______________________________

قال أبو الحسین أحمد بن الحسین بن عبید اللّه الغضائری فی كتابه المعروف فی الضعفاء و أرى ترك ما یقول أصحابنا: حدثنا أبو الخطاب فی أیام استقامته‏[1092].


قوله: البراد الاخدع‏


و فی طائفة من النسخ «الزراد» بالزای المفتوحة مكان الباء الموحدة قبل الراء المشددة و الدال أخیرا بعد الالف، و فی نسخة بالسین المهملة مكان الزای أو الباء.


و «الاخدع» باعجام الخاء و اهمال الدال و العین بمعنى الاحمق، و ربما یضبط بالجیم‏[1093] مكان الخاء.


قوله: أبا الضبیات‏[1094]


بتحریك الظاء المعجمة و الباء الموحدة و الیاء المثناة من تحت و التاء المثناة من فوق بعد الالف، و قیل: أبو الظبیان باسكان الموحدة بعد المعجمة المفتوحة و قبل المثناة من تحت قبل الالف و النون بعدها.


قوله (ع): خطابیة


أی هذه تشریعة خطابیة و بدعة اختلاقیة، افتعلها و اختلقها أبو الخطاب افتراء على اللّه عز و جل و اختلاقا علینا.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 577


511- أبو علی خلف بن حامد، قال: حدثنی أبو محمد الحسن بن طلحة، عن ابن فضال، عن یونس بن یعقوب، عن برید العجلی، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: أنزل اللّه فی القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قریش ستة و تركوا أبا لهب.


و سألت عن قول اللّه عز و جل‏ «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى‏ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّیاطِینُ تَنَزَّلُ عَلى‏ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِیمٍ»[1095] قال: هم سبعة: المغیرة بن سعید، و بیان، و صائد النهدی، و الحارث الشامی، و عبد اللّه بن الحارث، و حمزة بن عمارة البربری، و أبو الخطاب.


512- حمدویه، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن یونس بن عبد الرحمن، عن بشیر الدهان، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: كتب أبو عبد اللّه علیه السّلام الى أبی الخطاب بلغنی أنك تزعم أن الزنا رجل، و ان الخمر رجل، و ان الصلاة رجل، و أن الصیام رجل و ان الفواحش رجل، و لیس هو كما تقول انا أصل الحق و فروع الحق طاعة اللّه (1)


______________________________

قوله (ع): طاعة اللّه‏


فیه و جهان: الاول أن تكون الطاعة جمع طائع أو طیع، كما السادة جمع سید و القادة جمع قائد، و الصاغة جمع صائغ، و الغاصة جمع غائص، و الغاغة جمع غائغ، و على هذا ففروع الحق الشیعة.


و معنى الكلام: انا نحن أصل الحق و فروع الحق من شیعتنا، انما هم الطیّعون الطائعون المطیعون للّه عز و جل.


الثانى: أن تكون هی اسم الجنس فیعنى بها جنس الطاعات و الحسنات، أو المصدر أی اطاعة اللّه و التعبد له عز و جل فیما أمر به من العبادات، و نهى عنه من المعاصی، فحینئذ یقدر حذف المضاف الى الضمیر فی اسم ان.


و التقدیر أن معرفة حقنا و الدخول فی ولایتنا أصل الحق و أس الدین و فروع الحق و متممات الدین، هی ضروب الطاعات و العبادات و الامتثال فی أوامر اللّه‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 578


و عدونا أصل الشر و فروعهم الفواحش، و كیف یطاع من لا یعرف، (1) و كیف یعرف من لا یطاع.


513- طاهر بن عیسى، قال: حدثنی جعفر بن احمد، قال: حدثنی الشجاعی عن الحمادی، رفعه الى أبی عبد اللّه علیه السّلام: انه قیل له: روی عنكم ان الخمر و المیسر و الأنصاب و الأزلام رجال؟ فقال: ما كان اللّه عز و جل لیخاطب خلقه بما لا یعلمون.


514- طاهر، قال: حدثنی جعفر، قال: حدثنا الشجاعی، عن الحمادی رفعه الى أبی عبد اللّه علیه السّلام: سأل عن التناسخ؟ قال: فمن نسخ الاول. (2)


______________________________

تعالى و الانتهاء عند نواهیه.


و كذلك «الفواحش» على قیاس ما ذكر، اما بمعنى الطواغی على جمع الفاحشة و الطاغیه بالهاء للمبالغة لا بالتاء للتأنیث، فكل فاحش جاوز الحد فی الفحش و طاغ تعدى الحد فی الطغیان و العتو، فهو فاحشة و طاغیة من باب المبالغة.


فالمعنى: عدونا أصل الشر و أساس الضلال، و فروعهم الفواحش الطواغی من أصحاب الغوایة و الضلالة.


و اما بمعنى الفاحشات من الاثام و السیئات من المعاصی، بمعنى أن الدخول فی حزب عدونا و الانخراط فی سلكهم أصل الشر و الضلال فی الدین و فروع ذلك فواحش الاعمال و موبقات المعاصی.


قوله (ع): و كیف یطاع من لا یعرف‏


على صیغة المجهول یعنی علیه السّلام: أن معرفة اللّه تعالى و طاعته سبحانه لا تتم احداهما من دون الاخرى، فكما لا یطاع من لا یعرف عزه و جلاله لا یعرف كبریاؤه و مجده من لا یطاع.


قوله (ع): فمن نسخ الاول‏


علیه السّلام فمن نسخ الاول اشارة الى برهان ابطال التناسخ على القوانین الحكمیة


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 579


515- أحمد بن علی القمی السلولی، قال: حدثنی أحمد بن محمد بن عیسى عن صفوان، عن عنبسة بن مصعب، قال: قال لی أبو عبد اللّه علیه السّلام: أی شی‏ء سمعت من أبی الخطاب؟ قال: سمعته یقول: انك وضعت على صدره و قلت له عه (1) و لا تنس! و انك تعلم الغیب، و انك قلت له: هو عیبة علمنا، و موضع سرنا، امین على أحیائنا و أمواتنا


______________________________

و الاصول البرهانیة، تقریره.


ان القول بالتناسخ انما یستتب لو قیل بأزلیة النفس المدبرة للأجساد المختلفة المتعاقبة على التناقل و التناسخ، و بلا تناهی تلك الاجساد المتناسخة بالعدد فی جهة الازل، كما هو المشهور من مذهب الذاهبین الیه، و البراهین الناهضة على استحالة اللانهایة العددیة بالفعل مع تحقق الترتب، و الاجتماع فی الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان، أعنی الدهر و ان لم یتصحح الا الحصول التعاقبی بحسب ظرف السیلان و التدریج و الفوت و اللحوق، أعنی الزمان.


و قد استبان ذلك فی الافق المبین، و الصراط المستقیم، و تقویم الایمان، و قبسات حق الیقین، و غیرها من كتبنا و صحفنا.


فاذن لا محیص لسلسلة الاجساد المترتبة من مبدء متعین هو الجسد الاول فی جهة الازل، یستحق باستعداده المزاجی أن یتعلق به نفس مجرده تعلق التدبیر و التصرف فیكون ذلك مناط حدوث فیضانها عن جود المفیض الفیاض الحق جل سلطانه.


و اذا انكشف ذلك فقد انصرح أن كل جسد هیولانی بخصوصیة مزاجه الجسمانی و استحقاقه الاستعدادی یكون مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه یدبره و یتعلق به و یتصرف فیه و یتسلطن علیه فلیتثبت.


قوله: عه‏


الاظهر أن تكون الهاء هنا ضمیرا عائدا الى ما یلقى الیه كما فی‏ «وَ تَعِیَها أُذُنٌ‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 580


قال: لا و اللّه ما مس شی‏ء من جسدی جسده إلا یده، و أما قوله انی قلت اعلم الغیب: فو اللّه الذی لا إله الا هو ما أعلم الغیب، و لا آجرنی اللّه فی أمواتی، (1) و لا بارك لی فی احیائی ان كنت قلت له، قال: و قدامه جویریة سوداء تدرج. (2)


______________________________

واعِیَةٌ»[1096] لا هاء السكت.


قوله (ع): و لا آجرنى اللّه فی أمواتى‏


من باب نصر أی لا أعطانی فی أمواتی أجرا.


فی الاساس: آجرك اللّه على ما فعلت و أنت مأجور علیه، و منه قوله تعالى‏ «عَلى‏ أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمانِیَ حِجَجٍ‏[1097]» أی تجعلها أجری فی التزویج، یرید المهر من قوله تعالى‏ «وَ آتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ»[1098] كأنه قال: على أن تمهرنی عمل هذه المدة، و آجر فلان ولده اذا ماتوا و كانوا له أجرا[1099].


و فی المغرب: أجره اذا أعطاه أجرته من باب طلب و ضرب، فهو آجر، و ذلك مأجور.


و قال الراغب فی المفردات: یقال: آجر زید عمرا یأجره أجرا أعطاه الشی‏ء بأجرة، و آجر عمرو زیدا أعطاه الاجرة، و آجر كذلك، و الفرق بینهما أن أجرته یقال اذا اعتبر فعل أحدهما، و أجرته اذا اعتبر فعلا هما و كلاهما یرجعان الى معنى‏[1100].


قوله: و جویریة سوداء تدرج‏


أی تمشی قال فی أساس البلاغة: درج الشیخ و الصبی درجانا، و هو مشیهما[1101].


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 581


قال: لقد كان منی الى أم هذه، أو إلى هذه كخطة القلم فأتتنی هذه، فلو كنت أعلم الغیب ما كانت تأتینی.


و لقد قاسمت مع عبد اللّه بن الحسن حائطا بینی و بینه، فأصابه السهل و الشرب و اصابنی الجبل، فلو كنت أعلم الغیب لأصابنی السهل و الشرب و أصابه الجبل.


و أما قوله أنی قلت له هو عیبة علمنا، و موضع سرنا، أمین على أحیائنا و أمواتنا: فلا آجرنی اللّه فی امواتی و لا بارك لى فی احیائی ان كنت قلت له شیئا من هذا، قط.


516- محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن محمد بن یزید، قال: حدثنی أحمد بن محمد بن عیسى، عن ابن أبی نصر، عن علی بن عقبة، عن أبیه، قال: دخلت على ابی عبد اللّه علیه السّلام قال: فسلمت و جلست، فقال لی: كان فی مجلسك هذا أبو الخطاب، و معه سبعون رجلا كلهم الیه ینالهم منهم شی‏ء (1) رحمتهم، فقلت لهم:


أ لا أخبركم بفضائل المسلم، فلا احسب أصغرهم الا قال: بلى جعلت فداك.


قلت: من فضائل المسلم أن یقال: فلان قاری لكتاب اللّه عز و جل، و فلان ذو حظ من ورع، و فلان یجتهد فی عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم، ما لكم‏


______________________________

و الاشهر ما فی سایر كتب اللغة و هو اختصاص ذلك بالصبی و الصبیة.


قوله (ع): كلهم الیه ینالهم‏[1102] منهم شی‏ء


أی كلهم منقطعون الیه ینالهم منهم شی‏ء، بالنون من النیل، أی تصیبهم من تلقاء أنفسهم مصیبة.


و فی نسخة «یثالم» بالمثلثة مكان ینالهم على المفاعلة من الثلمة.


و «منهم» للتعدیة، أو بمعنى فیهم، أو من زائدة للدعامة، و المعنى: یثالمهم شی‏ء و یوقع فیهم ثلمة.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 582


و للرئاسات؟ انما المسلمون رأس واحد، (1) ایاكم و الرجال فان الرجال للرجال مهلكة.


فانی سمعت أبی یقول: ان شیطانا یقال له المذهب یأتی فی كل صورة، الا أنه لا یأتی فی صورة نبی و لا وصی نبی، و لا أحسبه الا و قد تراءى لصاحبكم فاحذروه، فبلغنی انهم قتلوا معه فأبعدهم اللّه و أسحقهم أنه لا یهلك على اللّه الا هالك.


(2).


517- حمدویه و محمد، قالا: حدثنا الحمیدی و هو محمد بن عبد الحمید العطار الكوفی، عن یونس بن یعقوب، عن عبد اللّه بن بكیر الرجانی، قال: ذكرت أبا الخطاب و مقتله عند أبی عبد اللّه علیه السّلام، قال، فرققت عند ذلك فبكیت، فقال:


أ تأسی علیهم؟


فقلت: لا و قد سمعتك تذكر أن علیا علیه السّلام قتل أصحاب النهر فأصبح أصحاب علی علیه السّلام یبكون علیهم، فقال علی علیه السّلام لهم: أ تأسون علیهم؟ قالوا: لا الا انا ذكرنا الالفة التی كنا علیها و البلیة التی أوقعتهم، فلذلك رفقنا علیهم، قال: لا بأس.


518- محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال، قال أبو الحسن علیه السّلام: ان أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة فصاروا لا یصلون المغرب حتى یغیب الشفق، و لم یكن ذلك انما ذاك للمسافر و صاحب العلة


______________________________

قوله (ع): انما المسلمون رأس واحد


أی انما هم فی حكم رأس واحد فلا ینبغی لهم الا رئیس واحد.


و فی بعض النسخ «انما للمسلمین‏[1103]» رأس واحد، أی انما لهم جمیعا رئیس واحد و مطاع واحد.


قوله (ع): لا یهلك على اللّه الا هالك‏


أی لا یرد على اللّه هالكا الا من هو هالك بحسب استعداده الفطری و استحقاقه الجبلی فی فطرته الاولى المفطورة، ثم فی فطرته الثانیة المكسوبة.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 583


و قال: ان رجلا سأل أبا الحسن علیه السّلام فقال: كیف قال أبو عبد اللّه علیه السّلام فی أبی الخطاب ما قال ثم جاءت البراءة منه؟ فقال له: أ كان لأبی عبد اللّه علیه السّلام أن یستعمل و لیس له أن یعزل.


519- حدثنی محمد بن مسعود، قال: حدثنی حمدان بن أحمد، قال حدثنی معاویة بن حكیم.


و حدثنی محمد بن الحسن البراثی، و عثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد ابن یزداد، قال: حدثنا معاویة بن حكیم، عن أبیه، عن جده، قال: بلغنی عن أبی الخطاب أشیاء، فدخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام فدخل أبو الخطاب و أنا عنده، أو دخلت و هو عنده، فلما أن بقیت أنا و هو فی المجلس: قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام ان أبا الخطاب روى عنك كذا و كذا، قال: كذب.


قال: فأقبلت أروی ما روی شیئا شیئا مما سمعناه و أنكرناه الا سألت عنه، فجعل یقول: كذب، و زحف أبو الخطاب حتى ضرب بیده الى لحیة أبی عبد اللّه علیه السّلام فضربت یده و قلت خذ یدك عن لحیته، فقال أبو الخطاب: یا أبا القاسم لا تقوم؟ قال أبو عبد اللّه علیه السّلام له حاجة، حتى قال ثلاث مرات كل ذلك یقول أبو عبد اللّه علیه السّلام له حاجة، فخرج.


فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام انما أراد أن یقول لك یخبرنی و یكتمك فأبلغ أصحابی كذا و أبلغهم كذا و كذا، قال: قلت انی أحفظ هذا فأقول ما حفظت و ما لم أحفظ قلت أحسن ما یحضرنی، قال: نعم فان المصلح لیس بكذاب.


قال أبو عمرو الكشی: هذا غلط و وهم فی الحدیث إن شاء اللّه، لقد أتى معاویة بشی‏ء منكر لا تقبله العقول، و ذلك أن مثل أبی الخطاب لا یحدث نفسه بضرب یده الى لحیة أقل عبد لأبی عبد اللّه علیه السّلام فكیف هو صلى اللّه علیه.


520- حمدویه، قال: حدثنا یعقوب بن یزید، عن العباس القصبانی ابن عامر الكوفی، عن المفضل، قال: سمعت أبا عبد اللّه یقول: اتق السفلة، و احذر السفلة، فانی نهیت أبا الخطاب فلم یقبل منی‏


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 584


521- حمدویه، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن النضر بن سوید، عن یحیى الحلبی، عن أبیه عمران بن علی، قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: لعن اللّه أبا الخطاب، و لعن من قتل معه، و لعن من بقی منهم، و لعن اللّه من دخل قلبه رحمة لهم.


522- محمد بن مسعود، قال: حدثنی جبریل بن أحمد، قال: حدثنی محمد بن عیسى بن عبید، قال: حدثنی یونس بن عبد الرحمن، عن رجل، قال، قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: كان أبو الخطاب أحمق فكنت أحدثه فكان لا یحفظ، و كان یزید من عنده.


523- حمدویه، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن یونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن عیسى شلقان، قال: قلت لأبی الحسن علیه السّلام و هو یومئذ غلام قبل أوان بلوغه: جعلت فداك ما هذا الذی یسمع من أبیك أنه أمرنا بولایة أبی الخطاب ثم أمرنا بالبراءة منه؟


قال، فقال أبو الحسن علیه السّلام من تلقاء نفسه: ان اللّه خلق الانبیاء على النبوة فلا یكونون الا أنبیاء، و خلق المؤمنین على الایمان فلا یكونون الا مؤمنین، و استودع قوما ایمانا، فان شاء أتمه لهم، و ان شاء سلبهم ایاه، و ان أبا الخطاب كان ممن أعاره اللّه الایمان: فلما كذب على أبی سلبه اللّه الایمان.


قال: فعرضت هذا الكلام على أبی عبد اللّه علیه السّلام، قال، فقال: لو سألتنا عن ذلك ما كان لیكون عندنا غیر ما قال.


524- حمدویه، قال: حدثنا أیوب بن نوح، عن حنان بن سدیر، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: كنت جالسا عند أبی عبد اللّه علیه السّلام و میسر عنده، و نحن فی سنة ثمان و ثلاثین و مائة، فقال میسر بیاع الزطى: (1) جعلت فداك عجبت لقوم كانوا یأتون‏


______________________________

قوله: بیاع الزطى‏


الزطی بضم الزای و اهمال الطاء المشددة نوع من الثیاب.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 585


معنا الى هذا الموضع، فانقطعت آثارهم و فنیت آجالهم، قال: و من هم؟ قلت:


أبو الخطاب و أصحابه.


و كان متكئا فجلس فرفع إصبعه الى السماء ثم قال: على أبی الخطاب لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعین، فأشهد باللّه أنه كافر فاسق مشرك، و أنه یحشر مع‏


______________________________

قال فی المغرب: الزط جیل من الهند الیهم تنسب ثیاب الزطیة.


و فی الصحاح: الزط جیل من الناس الواحد زطی مثل الزنج و زنجی و الروم و رومی‏[1104].


و فی القاموس: الزط بالضم جیل من الهند معرب جت بالفتح و القیاس یقتضی معربه أیضا، الواحد زطی و الازط الاذط و المستوی الوجه و الكوسج، و زط الذباب صوت‏[1105].


فأما قول العلامة فی الایضاح: بیاع الزطی بكسر الطاء المهملة المخففة و تشدید الیاء، و سمعت من السید السعید جمال الدین أحمد بن طاوس، رحمه اللّه بضم الزای و فتح الطاء المهملة المخففة مقصورا.


فلا مساق له الى الصحة الا اذا قیل بتخفیف الطاء المكسورة و تشدید الیاء للنسبة الى زوطی من بلاد العراق، و منه ما ربما یقال: الزطی خشب یشبه الغرب منسوب الى زوطة قریة بأرض واسط.


قال فی القاموس: زواط كغراب موضع، و زواطی كسكارى بلد بین واسط و البصرة، و زوطی كسلمی جد الامام أبی حنیفة، و زوط تزویطا عظم اللقمة[1106].


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 586


فرعون فی أشد العذاب غدوا و عشیا، ثم قال: أما و اللّه انی لا نفس على أجساد أصلیت معه النار.


(1).


525- حمدویه و ابراهیم، قالا: حدثنا العبیدی، عن ابن أبی عمیر، عن المفضل بن مزید، قال، قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: و ذكر أصحاب أبی الخطاب و الغلاة، فقال لی: یا مفضل لا تقاعدوهم و لا تواكلوهم و لا تشاربوهم و لا تصافحوهم و لا تؤاثروهم. (2)


______________________________

قوله (ع): انى لا نفس على أجساد أصلیت‏[1107] معه النار


لا نفس بفتح الفاء على صیغة المتكلم من النفاسة تقول: نفست به بالكسر من باب فرح، اى نجلت و ضننت، و نفست علیه الشی‏ء نفاسة اذا لم تره له أهلا، قاله فی القاموس و النهایة[1108] و غیرهما.


و «على أجساد» أی على أشخاص، أو على نفوس تجسدت و تجسمت لفرط تعلقها بالجسد، و توغلها فی المحسوسات و الجسمانیات.


و «أصلیت معه النار» على ما لم یسم فاعله من أصلیته فی النار اذا ألقیته فیها، و نصب «النار» على نزع الخافض.


و فی نسخة «أصیبت» مكان أصلیت.


قوله (ع): و لا تؤاثروهم‏


بالهمز على المفاعلة من الاثر، بمعنى الخبر أی لا تحادثوهم و لا تعاوضوهم بالآثار و الاخبار.


و فی نسخة «و لا توارثوهم»[1109] على المفاعلة من الوراثة، أی لا تواصلوهم‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 587


526- و قالا: حدثنا العبیدی، (1) عن ابن أبی عمیر، عن هشام بن سالم، عن أبی عبد اللّه: و ذكر الغلاة، فقال: ان فیهم من یكذب حتى أن الشیطان لیحتاج الى كذبه.


527- محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن محمد، قال: حدثنی أحمد ابن محمد بن عیسى، عن الحسین بن سعید، عن ابن أبی عمیر، عن مرازم قال: قال أبو عبد اللّه علیه السّلام للغالیة: توبوا الى اللّه فانكم فساق كفار مشركون.


528- حمدویه، قال: حدثنا یعقوب بن یزید، عن ابن أبی عمیر، عن ابراهیم الكرخی، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: ان ممن ینتحل هذا الامر لمن هو شر من الیهود و النصارى و المجوس و الذین أشركوا.


529- حمدویه، قال: حدثنا یعقوب بن یزید، عن ابن أبی عمیر، عن جعفر ابن عثمان، عن أبی بصیر، قال: قال لی أبو عبد اللّه علیه السّلام: یا أبا محمد أبرأ ممن یزعم انا أرباب قلت: برئ اللّه منه، قال: أبرأ ممن یزعم انا أنبیاء قلت: برئ اللّه منه.


530- حمدویه، قال: حدثنا یعقوب بن یزید، عن ابن أبی عمیر، عن ابن المغیرة، قال: كنت عند أبی الحسن علیه السّلام أنا و یحیى بن عبد اللّه بن الحسن علیه السّلام فقال یحیى: جعلت فداك انهم یزعمون انك تعلم الغیب؟ فقال: سبحان اللّه سبحان اللّه ضع یدك على رأسی، فو اللّه ما بقیت فی جسدی شعرة و لا فی رأسی الا قامت.


قال، ثم قال: لا و اللّه ما هی الا وراثة عن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله.


531- حمدویه، قال: حدثنا یعقوب، عن ابن أبی عمیر، عن عبد الصمد


______________________________

بالمصاهرة الموجبة للتوارث.


قوله: حدثنا العبیدى‏


هو محمد بن عیسى العبیدی الیقطینی كما اسلفنا بیانه مرارا.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 588


ابن بشیر، عن مصادف، قال: لما أتى القوم الذین أتوا (1) بالكوفة: دخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام فأخبرته بذلك، فخر ساجدا و ألزق جؤجؤه بالارض و بكى، و أقبل یلوذ بإصبعه و یقول: بل عبد اللّه قن داخر مرارا كثیرة، ثم رفع رأسه و دموعه تسیل على لحیته، فندمت على أخباری ایاه.


فقلت: جعلت فداك و ما علیك أنت من ذا؟ فقال: یا مصادف ان عیسى لو سكت عما قالت النصارى فیه لكان حقا على اللّه أن یصم سمعه و یعمى بصره، و لو سكت عما قال فیّ أبو الخطاب لكان حقا على اللّه أن یصم سمعی و یعمی بصری.


532- حمدویه، قال: حدثنا یعقوب، عن ابن أبی عمیر، عن شعیب، عن أبی بصیر، قال: قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام: انهم یقولون، قال: و ما یقولون؟ قلت:


یقولون تعلم قطر المطر و عدد النجوم و ورق الشجر و وزن ما فی البحر و عدد التراب، فرفع یده الى السماء، و قال: سبحان اللّه سبحان اللّه لا و اللّه ما یعلم هذا الا اللّه!!


______________________________

قوله: لما اتى القوم الذین اتوا


بضم الهمزة و كسر المثناة من فوق على بناء ما لم یسم فاعله من الاتیان، أی أصابتهم الداهیة و دخلت علیهم البلیة.


قال فی المغرب: و قولهم من هنا اتت، أی من هنا دخل علیك البلاء، و منه قول الاعرابی و هو سلمة بن صخر البیاضی و هل اتیت الا من الصوم، و من روی و هل أوتیت ما أوتیت الا من الصوم، فقد أخطأ من غیر وجه واحد، على أن روایة الحدیث عن ابن مندة و أبی نعیم و هل أصابنی ما أصابنی الا من الصیام.


و فی نسخ عدیدة «لبی و لبو»[1110] باللام الموحدة المشددة مكان أتی و أتو من التلبیة بمعنى الاجابة للدعوة، او الاقامة بالمكان، على ابدال أخیرة الموحدتین الاصلیتین یاء كما فی التظنی و التقضی، و ذلك تصحیف و تحریف من أقلام الناسخین فلیعرف.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 589


533- حمدویه، قال: حدثنا محمد بن عیسى، عن یونس بن عبد الرحمن، عن یحیى الحلبی، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: لو قام قائمنا بدأ بكذابی الشیعة فقتلهم.


534- حمدویه و ابراهیم، قالا: حدثنا محمد بن عیسى، عن ابن أبی عمیر، عن محمد بن أبی حمزة، قال أبو جعفر محمد بن عیسى: و لقد لقیت محمدا رفعه الى أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: جاء رجل الى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله فقال: السلام علیك یا ربی! فقال: ما لك لعنك اللّه، ربی و ربك اللّه، أما و اللّه لكنت ما علمت لجبانا فی الحرب لئیما فی السلم.


535- خالد بن حماد، قال: حدثنی الحسن بن طلحة، رفعه عن محمد بن اسماعیل، عن علی بن یزید الشامی، قال. قال أبو الحسن علیه السّلام: قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: ما أنزل اللّه سبحانه آیة فی المنافقین الا و هی فیمن ینتحل التشیع.


536- محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن محمد، قال: حدثنی محمد بن أحمد، عن محمد بن عیسى، عن الحسین بن میاح، عن عیسى، قال، قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: ایاك و مخالطة السفلة فان السفلة لا یؤل الى خیر.


537- وجدت بخط جبریل بن أحمد: حدثنی محمد بن عیسى، عن علی ابن الحكم، عن حماد بن عثمان، عن زرارة، قال قال ابو عبد اللّه علیه السّلام: أخبرنی عن حمزة أ یزعم ان أبی آتیه؟ قلت: نعم.


قال: كذب و اللّه ما یأتیه الا المتكون، ان ابلیس سلط شیطانا یقال له المتكون یأتی الناس فی أی صورة شاء، ان شاء فی صورة صغیرة، و ان شاء فی صورة كبیرة و لا و اللّه ما یستطیع أن یجی‏ء فی صورة أبی علیه السّلام.


538- محمد بن مسعود، قال: حدثنی عبد اللّه بن محمد بن خالد، عن علی ابن حسان عن بعض اصحابنا رفعه الى ابی عبد اللّه علیه السّلام قال: ذكر عنده جعفر بن واقد و نفر من أصحاب أبی الخطاب، فقیل: انه صار الى نمرود، و قال فیهم: و هو الذی فی السماء آله و فی الارض إله، قال، هو الامام‏


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 590


فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام لا و اللّه لا یأوینی و ایاه سقف بیت أبدا، هم شر من الیهود و النصارى و المجوس و الذین أشركوا، و اللّه ما صغر عظمة اللّه تصغیرهم شی‏ء قط، ان عزیزا جال فی صدره ما قالت فیه الیهود فمحى اللّه اسمه من النبوة.


و اللّه لو أن عیسى أقر بما قالت النصارى لا ورثه اللّه مما الى یوم القیامة، و اللّه لو أقررت بما یقول فی أهل الكوفة لأخذتنی الارض، و ما أنا الا عبد مملوك لا أقدر على شی‏ء ضر و لا نفع.


539- محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن محمد، قال: حدثنی محمد ابن أحمد بن یحیى، عن محمد بن عیسى، عن زكریا، عن ابن مسكان، عن قاسم الصیرفی، قال: سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: قوم یزعمون أنی لهم امام، و اللّه ما أنا لهم بامام، ما لهم لعنهم اللّه، كلما سترت سترا هتكوه، هتك اللّه ستورهم، أقول كذا، یقولون انما یعنی كذا، انما أنا أمام من أطاعنی.


540- محمد بن مسعود، قال: حدثنی عبد اللّه بن محمد بن خالد، قال:


حدثنی الحسن الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: من قال انا أنبیاء فعلیه لعنة اللّه، و من شك فی ذلك فعلیه لعنة اللّه.


541- قال: حدثنی الحسین بن الحسن بن بندار، و محمد بن قولویه القمیان، قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه بن أبی خلف، قال: حدثنا یعقوب بن یزید، عن محمد ابن أبی عمیر، عن ابن بكیر، عن زرارة، عن أبی جعفر علیه السّلام قال: سمعته یقول: لعن اللّه بنان البیان، و ان بنانا لعنه اللّه كان یكذب على أبی، أشهد أن أبی علی بن الحسین كان عبدا صالحا.


542- سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسین، و الحسن بن موسى، قال:


حدثنا صفوان بن یحیى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: سمعته یقول: لعن اللّه المغیرة بن سعید، انه كان یكذب على أبی فأذاقه اللّه حر الحدید، لعن اللّه من قال فینا ما لا نقوله فی أنفسنا، و لعن اللّه من أزالنا عن العبودیة


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 591


للّه الذی خلقنا و الیه مآبنا و معادنا و بیده نواصینا.


543- سعد، قال: حدثنی أحمد بن محمد بن عیسى، و أحمد بن الحسن بن فضال، و محمد بن الحسین بن أبی الخطاب، و یعقوب بن یزید، عن الحسن بن علی بن فضال، عن داود بن أبی یزید العطار، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام: فی قول اللّه عز و جل‏ «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى‏ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّیاطِینُ تَنَزَّلُ عَلى‏ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِیمٍ»[1111].


قال: هم سبعة: المغیرة بن سعید، و بنان، و صائد، و حمزة بن عمارة الزبیدی، و الحارث الشامی، و عبد اللّه بن عمرو بن الحارث، و أبو الخطاب.


544- سعد، قال: حدثنی أحمد بن محمد بن عیسى، عن أبی یحیى سهل ابن زیاد الواسطی، و محمد بن عیسى بن عبید، عن أخیه جعفر و أبی یحیى الواسطی، قال، قال أبو الحسن الرضا علیه السّلام: كان بنان یكذب على علی بن الحسین علیه السّلام فأذاقه اللّه حر الحدید.


و كان المغیرة بن سعید یكذب على أبی جعفر علیه السّلام فأذاقه اللّه حر الحدید، و كان محمد بن بشیر یكذب على أبی الحسن موسى علیه السّلام فأذاقه اللّه حر الحدید، و كان أبو الخطاب یكذب على أبی عبد اللّه علیه السّلام فأذاقه اللّه حر الحدید، و الذی یكذب علی محمد بن فرات.


قال أبو یحیى: و كان محمد بن فرات من الكتاب، فقتله إبراهیم بن شكله.


545- سعد، قال: حدثنی الاشعری عبد اللّه بن علی بن عامر، بإسناد له عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: قال: تراءى و اللّه إبلیس لأبی الخطاب على سور المدینة أو المسجد، فكأنی أنظر الیه و هو یقول له ایها تطفر الان أیها تطفر (1) الان‏


______________________________

قوله (ع): أیها تطفر


بكسر الهمزة و اسكان المثناة من تحت و بالتنوین على النصب، كلمة أمر


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 592


546- سعد، عن أحمد بن محمد، عن أبیه، و یعقوب بن یزید، و الحسین ابن سعید، عن ابن أبی عمیر، عن ابراهیم بن عبد الحمید، عن حفص بن عمرو النخعی، قال: كنت جالسا عند أبی عبد اللّه علیه السّلام فقال له رجل: جعلت فداك ان أبا منصور حدثنی أنه رفع الى ربه و تمسح على رأسه و قال له بالفارسیة «یا پسر».


فقال له أبو عبد اللّه علیه السّلام: حدثنی: أبی عن جدی أن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله قال:


ان ابلیس اتخذ عرشا فیما بین السماء و الارض، و اتخذ زبانیة كعدد الملائكة فاذا دعا رجلا فأجابه و وطئ عقبه و تخطت الیه الاقدام، تراءى له ابلیس و رفع الیه، و ان أبا منصور كان رسول ابلیس، لعن اللّه أبا منصور، لعن اللّه أبا منصور ثلاثا.


547- سعد، قال: حدثنی أحمد بن محمد بن عیسى، عن الحسین بن سعید، عن ابن أبی عمیر، عن هشام بن الحكم، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: ان بنانا و السری و بزیعا لعنهم اللّه تراءى لهم الشیطان فی أحسن ما یكون صورة آدمی من قرنه الى سرته.


قال، فقلت ان بنانا یتأول هذه الایة «وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ»[1112] ان الذی فی الارض غیر إله السماء، و إله السماء غیر إله الارض، و ان إله السماء أعظم من إله الارض، و ان أهل الارض یعرفون فضل إله السماء و یعظمونه فقال: و اللّه ما هو الا اللّه وحده لا شریك له إله من فی السماوات و إله من فی الارضین، كذب بنان علیه لعنة اللّه، لقد صغر اللّه جل و عز و صغر عظمته‏


______________________________

بالسكوت و الكف عن الشی‏ء و الانتهاء عنه.


و «تطفر» باهمال الطاء و كسر الفاء، و قیل: بضمها أیضا من طفر یطفر طفرة أی وثب وثبة، سواء كان من فوق أو الى فوق، كما یطفر الانسان حائطا أو من حائط.


قال فی المغرب: و قیل: الوثبة من فوق و الطفرة الى فوق.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 593


548- سعد، قال: حدثنی أحمد بن محمد، عن ابیه و الحسین بن سعید، عن ابن أبی عمیر.


و حدثنی محمد بن عیسى، عن یونس و محمد بن أبی عمیر، عن محمد بن عمر بن أذینة، عن برید بن معاویة العجلی، قال: كان حمزة بن عمارة الزبیدی لعنه اللّه یقول لأصحابه: ان أبا جعفر علیه السّلام یأتینی فی كل لیلة، و لا یزال انسان یزعم أنه قد أراه إیاه، فقدر لی أنی لقیت أبا جعفر علیه السّلام فحدثته بما یقول حمزة، فقال: كذب علیه لعنة اللّه ما یقدر الشیطان أن یتمثل فی صورة نبی و لا وصی نبی.


549- سعد بن عبد اللّه، قال: حدثنی محمد بن خالد الطیالسی، عن عبد الرحمن بن أبی نجران، عن ابن سنان، قال، قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: انا أهل بیت صادقون، لا نخلو من كذاب یكذب علینا، فیسقط صدقنا بكذبه علینا عند الناس، كان رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله أصدق البریة لهجة، و كان مسیلمة یكذب علیه.


و كان أمیر المؤمنین علیه السّلام أصدق من برأ اللّه من بعد رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله، و كان الذی یكذب علیه و یعمل فی تكذیب صدقه بما یفتری علیه من الكذب عبد اللّه بن سبا لعنه اللّه، و كان أبو عبد اللّه الحسین بن علی علیه السّلام قد ابتلی بالمختار.


ثم ذكر أبو عبد اللّه: الحارث الشامی و بنان، فقال، كانا یكذبان على علی ابن الحسین علیهما السّلام.


ثم ذكر المغیرة بن سعید، و بزیعا، و السری، و أبا الخطاب، و معمرا، و بشارا الاشعری، و حمزة الزبیدی، و صائد النهدی، فقال: لعنهم اللّه انا لا نخلو من كذاب یكذب علینا أو عاجز الرأی، كفانا اللّه مؤنة كل كذاب و أذاقهم اللّه حر الحدید.


550- سعد، قال: حدثنی العبیدى، عن یونس، عن العباس بن عامر القصبانی.


و حدثنی أیوب بن نوح، و الحسن بن موسى الخشاب، و الحسن بن عبد اللّه ابن المغیرة، عن العباس بن عامر، عن حماد بن أبی طلحة، عن ابن أبی یعفور


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 594


قال، دخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام فقال: ما فعل بزیع؟ فقلت له: قتل، فقال: الحمد للّه، أما أنه لیس لهؤلاء المغیریة شی‏ء خیرا من القتل لأنهم لا یتوبون أبدا.


551- محمد بن مسعود، قال: حدثنی الحسین بن إشكیب، قال: حدثنی محمد بن أورمة، عن محمد بن خالد البرقی، عن أبی طالب القمی، عن حنان بن سدیر، عن أبیه، قال: قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام: ان قوما یزعمون أنكم آلهة یتلون علینا بذلك قرآنا یا أیها الرسل كلوا من الطیبات و اعملوا صالحا انی بما تعملون علیم.


قال: یا سدیر سمعی و بصری و شعری و بشری و لحمی و دمی من هؤلاء براء برء اللّه منهم و رسوله، ما هؤلاء على دینی و دین آبائی، و اللّه لا یجمعنی و ایاهم یوم القیامة الا و هو علیهم ساخط.


قال، قلت: فما أنتم جعلت فداك؟ قال: خزان علم اللّه و تراجمة و حی اللّه و نحن قوم معصومون أمر اللّه بطاعتنا و نهى عن معصیتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الارض.


قال الحسین بن إشكیب: و سمعت من أبی طالب عن سدیر ان شاء اللّه‏.


552- ابراهیم بن علی الكوفی، قال: حدثنا ابراهیم بن اسحاق الموصلی عن یونس بن عبد الرحمن، عن العلاء بن رزین، عن المفضل بن عمر، قال، سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: ایاك و السفلة، انما شیعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه.


553- محمد بن مسعود، قال: حدثنی علی بن محمد القمی، قال: حدثنی محمد بن أحمد بن یحیى، عن محمد بن الحسین، عن موسى بن سلام، عن حبیب الخثعمی، عن ابن أبی یعفور، قال: كنت عند أبی عبد اللّه علیه السّلام فأستأذن علیه‏


______________________________


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 595


رجل حسن الهیئة، فقال: اتق السفلة، فما تقارت (1) فی الارض حتى خرجت، فسألت عنه فوجدته غالیا.


554- علی بن محمد القتیبی، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن أبیه، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة قال: كنت أنا و مراد أخی عند أبی عبد اللّه علیه السّلام فقال له مراد: جعلت فداك خف المسجد قال: و مم ذلك؟ قال: بهؤلاء الذین‏


______________________________

قوله: فما تقارت‏


بالفاء أو بالقاف و تشدید الهمزة قبل الراء من باب التفعل، و أصله لیس من المهموز بل من الاجوف.


و «خرجت» بالتشدید من التخریج بمعنى استبطان الامر و استكشافه و استنباطه و استخراجه من مظانه و مآنه و من مداركه و دلائله، یعنی ما انتشرت و ما مشیت و ما ذهبت و ما ضربت فی الارض حتى استكشفت أمر الرجل و استعلمت حاله و اختبرته و فتشت عن دخلته و سألت الاقوام و استخبرتهم عنه، فوجدته غالیا.


فظهر أن مولانا الصادق علیه السّلام كان قد ألهمه اللّه تعالى ذلك و أطلعه علیه، فعلم خبث باطنه و عقیدته.


یقال: فار- بالفاء- فوارا بالضم و فوارانا بالتحریك، أی انتشر وهاج، و الفائر المنتشر و الهایج.


وقار- بالقاف- أی مشى على أطراف قدمیه لئلا یسمع صوتهما، وقار أیضا اذا نفر و ذهب فی الارض، وقار القصید اذا خیله و حدث به نفسه، و اقتور الشی‏ء اذا قطعه مستدیرا قال ذلك كله القاموس‏[1113] و غیره.


و فی بعض النسخ «فما تقاررت حتى خرجت» بالقاف على التفاعل من القرار و تخفیف خرجت من الخروج.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 596


قتلوا یعنی اصحاب أبی الخطاب، قال: فأكب على الارض ملیّا ثم رفع رأسه فقال كلا زعم القوم انهم لا یصلون.


555- ابراهیم بن محمد بن العباس، قال: حدثنی أحمد بن ادریس القمی عن حمدان بن سلیمان، عن محمد بن الحسین، عن ابن فضال، عن أبی المغراء، عن عنبسة، قال، قال أبو عبد اللّه علیه السّلام: لقد أمسینا و ما أحد أعدى لنا ممن ینتحل مودتنا.


556- محمد بن الحسن البراثی، و عثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن یزداد، عن محمد بن الحسین عن موسى بن یسار، عن عبد اللّه بن شریك، عن أبیه، قال: بینا علی علیه السّلام عند امرأة من عنزة و هی أم عمر و اذ أتاه قنبر، فقال: ان عشرة نفر بالباب یزعمون أنك ربهم، قال: ادخلهم، قال: فدخلوا علیه.


فقال: ما تقولون؟ فقالوا: انك ربنا، و أنت الذى خلقتنا، و أنت الذی ترزقنا فقال لهم: ویلكم لا تفعلوا انما انا مخلوق مثلكم، فأبوا أن یقلعوا، فقال لهم: ویلكم ربی و ربكم اللّه ویلكم توبوا و ارجعوا، فقالوا: لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا ترزقنا و أنت خلقتنا.


فقال یا قنبر آتنی بالفعلة، فخرج قنبر فأتاه بعشر رجال مع الزبل و المرور، فأمرهم أن یحفروا لهم فی الارض، فلما حفروا خدا أمرنا بالحطب و النار فطرح فیه حتى صار نارا تتوقد قال لهم: ویلكم توبوا و ارجعوا! فأبوا و قالوا: لا نرجع، فقذف علی علیه السّلام بعضهم ثم قذف بقیتهم فی النار، ثم قال علی علیه السّلام.


 

















انی اذا أبصرت شیئا منكرا


 

أو قدت نارى و دعوت قنبرا